في أصقاع العراق يعيش الإنسان محكوماً بسلطة تصادر حريته، وتجهض أحلامه. في تلك البيئة الحارة، الملتهبة بالتغيرات السياسية والاجتماعية والإنسانية، تدور حوادث هذه والرواية. وعبر معاناة بطلها حمدان نقرأ سيرة جيل كامل، خبر مآسي الاحتلال والاستعمار والانقلاب العسكرية الدموية. أماكن حارة تلقي الضوء على وقائع الحياة اليومية، في المشهد العراقي المضطرب: حيث تتحدد الأقدار تحت تأثير الخوف والفقر والظلم والعنف، وحيث السخط ملاذ، والاحتجاج مخاطرة، والرفض مغامرة. "عقد حمدان قرانه على مريم، وأعيد إلى وظيفته معلماً في مدرسة النبراس الابتدائية للبنين، بعدما وقع تعهداً بعدم ممارسة السياسة حاضراً ومستقبلاً. ولم تطل إقامته وزوجته في محلة المعصرة، بسبب سوء التفاهم الدائم بين أمه ومريم حول تسيير شؤون البيت وترتيبها حتى صار أشبه بعقدة نفسية لا فكاك منها استحكمت بالمرأتين....