نخصّص القسم الأكبر من هذا العدد المزدوج لمئويّة الثورة الروسيّة ١٩١٧. اخترنا أن نخرج عن المألوف، أي عن الحديث عن النظام الذي أنشأتْه الثورة في صعوده وانهياره. أردناها فرصةً للتعرّف إلى الثورة ذاتها، بما هي عمليّة استيلاءٍ على السلطة التي طبَعت القرن العشرين إلى حدٍّ بميسَمها مع قيام نظامٍ اقتصاديٍّ اجتماعيٍّ يقدّم نفسه على أنّه البديل من النظام الرأسماليّ. لم يقتصر سعينا على دراسة العمليّة الثوريّة بذاتها، أردْنا التعرّف إلى ما ليس معروفاً كثيراً، بل يكاد أن يكون مجهولاً: توثيق مجريات العقد الأوّل من الثورة والإضاءة على الجوانب المختلفة للفوَران الفكريّ والعمليّ الذي أطلقتْه في كلّ مناحي الحياة وإنْ وسْط مآسي الحرب العالميّة الأولى والحرب الأهليّة والتدخّل الخارجيّ.
نبدأ...